غريب أمر صلاح جاهين مع عبد الناصر.
فبعد ثلاثة أيام فقط من مظاهرات التنحي يوم ٩ يونيو ١٩٦٧، نشر جاهين قصيدته الشهيرة “ناصر، ناصر، يا حرية، يا وطنية، يا روح الأمة العربية.”
وكانت الجماهير قد خرجت بمئات الآلاف للشوارع والميادين في مظاهرات احتارت الأقلم في تفسيرها: هل كانت عفوية أم مدبرة. إذ كانت الجماهير تطالب ليس برأس عبد الناصر بل تستغيث به وتستجديه للعودة عن قرار التنحي الذي أعلنه من سويعات قصيرة على التليفزيون.
وهذه بعض صور المظاهرات.
وهذه بعض شعارات المظاهرات :
وهذا تسجيل الاستوديو لأغنية “ناصر يا حرية” كما لحنها كمال الطويل وغناها عبد الحليم حافظ.
ولكن وربما بعد أن أدرك حجم الفجيعة نشر صلاح جاهين بعدها بثلاثة أيام فقط كاريكاتيرا عبقريا في “صباح الخير” عدد ١٥ يونيو ١٩٦٧. في هذا الكاريكاتير الفريد عبر جاهين عن المأساة بشكل فريد وكأنه أدرك أن هزيمة ٥ يونيو لن تمحوها مظاهرات التنحي يوم ٩ بل ستعيش معنا وسنعيش معها لسنوات وعقود طويلة.