Press "Enter" to skip to content

أهمية نقد السياسة الصحية للحكومة

النهار دا صفحة “الموقف المصري” ناشرة بوست أعتقد إنه من أهم البوستات اللي نشروها لحد دا الوقت.

البوست يتعلق بمشروع الموازنة اللي مجلس النواب لسه مناقشها، وتحديدا يتعلق بافتكاسة — صفحة الوقف المصري سمته “تحايل” تعففا —

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2015-09-28 15:42:03Z | |
حسين عيسى، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب

اقترحها رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، الدكتور حسين عيسى، ووافق عليها وزير المالية. الافتكاسة دي تتعلق بسد العجز في النسبة التي فرضها الدستور لصالح الصحة، “عبر إضافة المخصصات المالية لمستشفيات الشرطة، والجيش، والأزهر، والتأمين الصحى، والسكة الحديد، ومصر للطيران، والمصل واللقاح، وغيرها من المستشفيات التابعة لهيئات حكومية”.

البوست فيه مجهود كبير لتوضيح كمية “التحايل” اللي ورا الاقتراح دا، ومن ضمن الخلاصات العديدة اللي البوست بيخلص ليها النقاط الأربعة الآتية:

١. مشروع الموازنة يشوبه عوار عدم الدستورية، وممكن قوي يتطعن بعدم دستوريته لإن نسبة ال٣٪ اللي الدستور بينص عليها لقطاع الصحة مش متحققة في الموازنة حتي بعد التحايل دا.
٢. اقتراح إضافة المخصصات المالية لمستشفيات الشرطة والجيش يفترض خصم المخصصات دي من ميزانية اللشرطة والجيش، والموقف المصري بيتساءل: هل الشرطة والجيش هيوافقوا على الكلام دا؟
٣. اقتراح إضافة المخصصات المالية لمستشفيات الشرطة والجيش يفترض برضه السماح لوزارة الصحة بإدارة مستشفيات الشرطة والجيش. والموقف المصري بيتساءل: هل الشرطة والجيش هيوافقوا على الكلام دا؟
٤. اقتراح إضافة المخصصات المالية لمستشفيات الشرطة والجيش يستدعي تطبيق معاملة كاملة بالمثل عليهم زي مستشفيات الصحة المجانية لعموم المواطنين. يعني المستفيات دي كلها تبقى مفتوحة لكل المواطنين، بالمجان، بدون تمييز، وبنفس مستوى الخدمة. والموقف المصري بيتساءل “هل ممكن توافق الجهات التابعة لها هذه المستشفيات على المقترح ده؟”

يعني باختصار الافتكاسة بتاعت الدكتور حسين عيسى اللي وافق عليها وزير المالية علشان يتحايل بيها على النص الدستوري بتخصيص نسبة ٣٪ من الدخل القومي على ميزانية الصحة — الافتكاسة دي زادت من تعقيد الأمور وما قللتهاش، وطلّعت الحكومة من حفرة علشان توقعها في دحديرة.

ليه بأقول إن دا أهم بوست للموقف المصري؟

مش علشان الشغل الجامد اللي فيه، ولا علشان الكلام دا محرج للمجلس والحكومة .

لكن، أولا، علشان موضوع الصحة موضوع محوري بيمس حياة المواطنين، حرفيا مش مجازا، وموضوع الناس بتعطيه أهمية قصوى.

وثانيا علشان البوست بتحليله الدقيق بيقدم حلول لمشكلة عويصة. فعلى عكس ما بيقول بعض المعلقين على البوست في صفحة الموقف المصري، البوست مش بيكتفي بالنقد ولكنه بيقدم حل حقيقي.

الحل هو تحديدا النقد دا. أنا ما بلعبش بالكلام. أنا فعلا أقصد اللي بأقوله.

البوست، زيه زي غيره من بوستات الموقف المصري، نابع من إدراك إننا كلنا في قارب واحد، وإن كل واحد فيناعليه مسئولية الاشتباك مع قضايا الوطن وهمومه.

السيسي، زيه زي الرؤساء اللي سبقوه، بيصور نفسه على إنه المخلص الوحيد، وإن في جعبته حلول لكل مشاكل الوطن. وزيه زي اللي قبله عاوزنا نقعد في بيوتنا ونفوضه يعمل اللي عاوزه.

بالمقابل، الموقف المصري، بيقول لنا إن البلد دي بلدنا، وإننا كلنا لازم نجتهد ونتعب في التفكير في حلول لمشاكلها. طبعا إحنا مش مسئولين في الدولة، إنما إحنا كمواطنين علينا مسئولية الاشتباك مع الواقع كل على طريقته: اللي عاوز ينزل يعبر عن رأيه في الشارع ينزل (المفروض دا من حقه)، واللي مستعد يكتب يكتب، إلخ

اللي صفحة الموقف المصري بتعمله إنها بتشتبك جديا مع سياسات الحكومة ومجلس النواب، وبتراقبهم. ودا تحديدا هو الحل. الناس فاكرة إن حلول مشاكل البلد المجتلفة موجود بالفعل لكن محتاج اللي يتعب علشان يكتشفه. لكن الحقيقة إن الحلول الجاهزة دي مش حلول (إحنا جربناها على مدار الستين سنة اللي فاتو). مش صحيح إن الحل موجود لكنه مستخبي. الحلول لازم تتخلق، وتُبتدع. وعلشان تتخلق وتُبتدع محتاجة ساحة مفتوحة علشان الناس تتناقش وتفكر، وشوية بشوية الحل يتخلق.

لكن وبشكل أكثر موضوعية بوست الموقف المصري بيقدم حل حقيقي لمشكلة قطاع الصحة في مصر: الحل هو التأكيد دايما، في كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، على إن موضوع الصحة موضوع مهم، ولازم يحتل مكان الصدارة في الأولويات. الحل هو التمسك طول الوقت، في كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، إن نسبة ال ٣٪ اللي الدستور نص عليها مش ديكور، إنما قضية حياة وموت. الحل هو التذكير طول الوقت، كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة، إن الصرف على المستشفيات والعلاج والدوا والتأمين الصحي أهم للمواطن العادي من صفقات الأسلحة وتفريعة قناة السويس والعاصمة الجديدة والمحطات النووية. الحل هو التأكيد طول الوقت كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة على إن السياسة في مصر زيها زي كل بلاد الدنيا بتدور حولين الأولويات: قول لي انت بتصرف على إيه، أقول لك انت أولوياتك إيه (الله يرحمك يا سامر يا سليمان). السيسي وحكومته بيصرفوا على مشاريع مهمة بالنسبة لهم، لكنها مش مهمة بالنسبة للغالبية العظمى من الشعب. بوست الموقف المصري النهار دا بيفكرنا إن قطاع الصحة قطاع حيوي بيستدعي مننا كلنا أننا نهتم بيه وإننا نجبر الحكومة ومجلس النواب إنهم يهتموا بيه. وتحديدا، البوست بيطالب بتطبيق نسبة ال ٣٪ بجد مش بالتحايل، حتى لو دا استدعى تخفيض المخصصات اللي رايحة للجيش والشرطة.

الكلام دا في رأيي من صميم السياسة. كلام بيقدم حلول حقيقية مش وهمية.

شكرا لصفحة الموقف المصري وللقائمين عليها. منكم نتعلم.

Blog Stats

  • 785٬466 hits

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.