Press "Enter" to skip to content

عبد المنعم كاطو وأفران هتلر

نُشر في فيسبوك في ١٩ ديسمبر ٢٠١١

تصريحات اللواء كاطو لا يجب السكوت عليها. اتهام الإعلام بأنه يتساهل مع “ولد صايع لابد أن يوضع في أفران هتلر” هو اتهام خطير ليس فقط لأنه يحرض الإعلام على المتظاهرين ولكن أيضا لدلالاته التاريخية. فيجب أن نتذكر أن “أفران هتلر” لم تبدأ عام 1942 ولم تقتصر على اليهود. إن سياسة القتل الممنهجة التي انتهجها النازي بدأت في أواخر عام 1936 وأوائل عام 1937 عندما أنشأ هتلر “لجنة الرايخ لشئون الصحة الوراثية”. هذه اللجنة اقترحت أن يتم التخلص من “حياة من لا يستحقون الحياة”. وكان أول فئة طبقت عليها هذه السياسة الأطفال المعاقين ذهنيا وجسديا. هؤلاء الأطفال لم يرسلوا لـ”أفران هتلر” إلا بعد بناء تلك الأفران في عام 1942، ولكن في السنوات الأولي من تطبيق تلك السياسة كان هؤلاء الأطفال يوضعون في سيارات نقل طورت بحيث يصب عادمها داخل صندوق السيارة المحتجز فيه هؤلاء الأطفال حتى يختنقوا من استنشاق أول أكسيد الكربون. وقد تم التخلص من عشرات الآلاف من الأطفال يتلك الطريقة. وكما نعرف فإن المحرقة تطورت بشكل جنوني بعد هذه البدايات المتخبطة، وبانتهاء الحرب العالمية الثانية كان أكثر من سبعة ملايين شخص قد هلك فيها. هذه المأساة بدأت بحث المجتمع على التخلص ممن “لا يستحق الحياة”– وهؤلاء كانوا أطفال لا حول لهم ولا قوة، بالضبط مثل “العيال الصيع” الذين يتمنى اللواء كاطو أن يرسلهم لـ “أفران هتلر”. يجب أن نطالب بمحاكمة كاطو على هذه التصريحات النازية. ويجب على الجيش المصري أن يتنصل فورا من هذه التصريحات التي أدلى بها ضابط يعمل في إدارة الشئون المعنوية للجيش، وإلا استحق هذا الجيش أن يوصف بأنه جيش نازي، ليس مجازا ولكن بحق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.