منذ خمس سنوات اختُطِف جوليو ريجيني وعُذِّب وقُتِل بعُنف شديد في القاهرة أثناء إجرائه أبحاثًا ميدانية متعلقة برسالة دكتوراه بجامعة كامبريدج.
إنّ مقتل جوليو مصاب عظيم مثّل صدمة بالغة لأسرته ولأصدقائه، وأرعب زملاء دراسته في كامبريدج وفي القاهرة وكل العاملين في المجال الأكاديمي في كافة أنحاء العالم. كما مثّل اعتداءً على مبدأ الحرية الأكاديمية الذي يقوم عليه عمل كل الجامعات والذي جسده جوليو.
في هذا الأسبوع نتوقّف مليًّا لنذكر خصال شخص كان منفتحًا على العالم، مفعمًا بالذكاء والفضول والحنان، ولنُجِلُّ التزام جوليو بمبادئ حقوق الإنسان، ولنعبِّرَ عن تقديرنا لوالديه ولأقاربه ولجميع من ناضلوا لإظهار الحقيقة والعدالة باسمه.
إنَّ جامعة كامبريدج تدعم جهود البحث عن الحقيقة والعدالة من أجل جوليو دعمًا مُطلقًا، ولهذا دأبت الجامعة على التعاون مع السلطات الإيطالية واستجابت لطلباتها الرسمية. كما إنّنا في الجامعة لن نتوانى عن الدفاع عن مبدأ الحرية الأكاديمية، فحرية البحث المستقل هي حجر أساس العمل الأكاديمي في جميع أنحاء العالم. إن العاملين في الحقل الأكاديمي ملتزمون دومًا بمعايير مهنية صارمة، ويجب ألا يتعرضوا للأذى بسبب متابعتهم لفضولهم وسعيهم وراء المعرفة أو جمعهم المادة العلمية أو بحثهم عن براهين لإثبات أو دحض الأطروحات والمفاهيم.
نحن منزعجون للغاية من التزايد البادي في تخويف الباحثين وعرقلة أبحاثهم، ومثال على ذلك القبض على باتريك زكي، الطالب في جامعة بولونيا، واستمرار حبسه في القاهرة، وكذلك قيام السلطات الإيرانية بسجن أكاديميين منهم فاريبا عادلخاه ورولان مارشال وكميل أحمدي.
لقد رحّبت الجامعة بإعلان المدعيين الإيطاليين في العام الماضي توجيه الاتهام لأربعة مسؤولين مصريين بقتل جوليو. ولكننا مانزال بعيدين عن معرفة ما حصل لجوليو منذ خمس سنوات ودواعيه.
في الذكرى الخامسة لتغييب جوليو نجدد تعاضدنا مع أسرة جوليو وأصدقائه في طلبهم الحقيقة والعدل. كما نقف بعزيمة وإصرار متناميين مع جميع الأكاديميين في شتى أنحاء العالم، في تمسكهم بالحرية الأكاديمية دون خوف من ترويع أو اضطهاد.
بروفيسور ستيفن ج. تووب، نائب رئيس الجامعة، جامعة كامبريدج
بروفيسور سوزان سميث، مديرة كلية جيرتون، جامعة كامبريدج
https://docs.google.com/document/d/1o-uiV_R50KLMmdPA_jg9kihSUbdtXjTixnpMY_XRa5M/edit