في كتابه الجميل “ضباط يونيو يتكلمون” ينقل لنا عصام دراز شهادة مأساوية لأحد الطيارين يصف فيها مدى دقة المعلومات التي استطاعت إدارة المخابرات الحربية جمعها عن العدو والتي كان من المفترض أن ستساعد هذا الطيار وزملاءه على القيام بإحدى الغارات على مدينة إيلات الإسرائيلية. ففي يوم ١٤ مايو استُدعي الطيار هشام مصطفى حسن من الاحتياط من منزل أحد أقاربه في الزمالك، وفي أقل من ثلاث ساعات كانت طائرة نقل أليوشن تهبط به في مطار العريش. وسرعان ما طلبه قائد السرب ليجتمع به فوراً. ويقول الطيار هشام حسن في شهادته لعصام دراز: “قبل أن يبدأ الاجتماع بدقائق تصل طائرة حربية أُخرى عليها ضابط برتبة كبيرة يحمل…
8 Commentsالوسم: الفريق محمد فوزي
٢- أسئلة الهزيمة. لم تكن هزيمة ٦٧ هزيمة عادية. ولا يمكن النظر إليها على أنها هزيمة للجيش فقط. إن الطريقة التي انهزم بها الجيش، والسرعة التي انهارت بها قيادته، وفداحة الخسارة في الأرواح والمعدات والأرض — كل هذه العوامل تجبرنا على النظر لـ٦٧ على أنها أكثر وأعمق من مجرد هزيمة جيش منكسر. إنها هزيمة نظام سياسي واجتماعي وفكري، هزيمة رؤيتنا للعالم ولمكاننا فيه. وبالتالي فتفسير الهزيمة لا يجب أن يكون محصورا في النواحي العسكرية. وفي مقال قادم سأتناول بعض النواحي غير العسكرية للهزيمة. *** ولكن لو حصرنا اهتمامنا في النواحي العسكرية فقط، فإن هزيمة ٦٧ تطرح أسئلة صعبة لا أظن أننا…
20 Comments