نُشر في “أخبار الأدب” في ٢٨ مايو ٢٠١٢ لقد كتبت هذا المقال قبل ظهور نتيجة الانتخابات. وبالرغم من عدم سعادتي بهذه النتيجة، وبالرغم من حالة الإحباط المؤقتة التي انتابتني بالأمس، إلا أني مازلت متمسكا بما قلته في هذا المقال (باستثناء الخطأ في الحساب الذي ستلاحظونه— مع أني كنت ثانوية عامة رياضة وجبت مجموع كويس فيها). فتاريخيا ما حققناه منذ اندلاع الثورة لا يستهان به، وإيجابيات المرحلة السابقة، في رأيي، أكثر من سلبياتها. على أن علينا مجهودا كبيرا لنفهم ونستوعب نتيجة الانتخابات، ولنتعلم من أخطائنا قبل أن نلوم غيرنا، ولنبني مؤسسات وأحزابا وقوى تمكننا من خوض الانتخابات القادمة بنجاح. إن هذه…
Leave a Commentالتصنيف: مقالات صحافية
نُشر في “أخبار الأدب” في ١٨ مايو ٢٠١٢ عند الحديث عن الدستور الجديد وعما نود أن نراه فيه يدور الكلام عادة حول المادة الثانية المتعلقة بالشريعة الإسلامية. وفي أحيان أخري يدور الحديث عن ضرورة تعديل الفصل الخامس من دستور ١٩٧١ الذي يضبط علاقة سلطات الدولة بعضها ببعض. وعلي أهمية هذين الموضوعين أري أن نولي موضوعا آخر أهمية قصوي، وهو مبدأ حرية الرأي والحق في المعرفة. فمن ضمن الكثير من المبادئ العامة والحقوق التي نود أن نؤكد عليها في دستورنا الجديد ينبري مبدأ الحق في المعرفة وحرية الرأي كمبدأ حاكم تندرج تحته الكثير من المبادئ والحقوق التي لا تتحقق إلا به. ينص…
Leave a Commentنُشر في “أخبار الأدب” في ٦ مايو ٢٠١٢ إن الأزمة السياسية العميقة التي نمر بها الآن لها بالطبع أسباب كثيرة ولكن يمكن القول إن من أهم تلك الأسباب أن الثورة، وإن استطاعت أن تقصي بعضا من رموز النظام السابق، قد أفرزت ثلاثة فصائل رئيسية لم يتمكن أي منها من فرض إرادته علي الفصيلين الآخرين وفشل بالتالي في ترجمة الزخم الذي وهبته له الثورة إلي حقائق سياسية ودستورية ومؤسسية ثابتة. فالمشهد السياسي الراهن مشتت بين الإسلاميين، من جهة، بإخوانهم وسلفييهم مع ما بداخل هاتين المجموعتين من اتجاهات وتيارات ورؤي، وبين العسكر، من جهة ثانية، مع ما يرمز له هذا المصطلح من…
Leave a Commentنُشر في مجلة “بدايات” في عدد ربيع/ شتاء ٢٠١٢، كما نُشر في “جدلية” في ١١ مايو ٢٠١٢ لم يضرم الشاب التونسي، محمد البوعزيزي، النار في نفسه بل أضرمها في جسده. فعندما قام يوم الجمعة ١٧ ديسمبر/كانون الأول عام ٢٠١ بسكب الوقود على جسده وإشعاله احتجاجاً على بطش السلطات كان يرسل رسالة واضحة مفادها أن باستطاعة جسده أن يعبر عما تجيش به نفسه بشكل أبلغ من أي شكوى يكتبها وبطريقة أبلغ من أي هتاف يردده. وبالفعل كان من جراء هذا الفعل الدرامي أن سقط نظام من أقوى الأنظمة العربية ومن أشدها قمعا واستبدادا. إن هذا اليقين ببلاغة الجسد وقدرته على تحدي السلطة رأيناه…
Leave a Commentنُشر في “أخبار الأدب” في ٢٢ ابريل ٢٠١٢ في يوم ١٣ فبراير ٢٠١١ وبعد يومين اثنين من تنحي مبارك قررت الجامعة الأمريكية بالقاهرة استئناف الدراسة فيها وبدء الفصل الدراسي الثاني. وبعد أن أمضيت الأسابيع الثلاثة السابقة في ميدان التحرير كنت مزهوا (وما زلت) بما أنجزناه ومنبهرا بما تم تحقيقه، وكنت كالملايين غيري منتشيا بقدرتنا كشعب على إجبار حكامنا أن ينصاعوا لإرادتنا. وفجأة وجدت نفسي أمام الطلاب في الفصل وواجهت صعوبة كبيرة في التركيز وفي إلقاء سلسلة من المحاضرات التي بدت بعيدة كل البعد عما كنت أعايشه في الأيام والأسابيع السابقة. قررت أن أركز في محاضراتي على أهمية التاريخ في فهم ما جرى،…
Leave a Commentنُشر في “أخبار الأدب” في ١٧ ابريل ٢٠١٢ لا شك أن حكم محكمة القضاء الإداري ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور يشكل علامة فارقة في تاريخ ثورتنا ويفتح المجال لإعادة رسم مسارها. فنحن الآن لدينا الفرصة لكي نعيد تشكيل الجمعية التي ستضطلع بهذه المهمة الجوهرية حسب معايير جديدة. فعمليًا اعتمدت الأغلبية البرلمانية التي تحكمت في عملية تشكيل الجمعية علي معيار أساسي وهو مدي اشتراك أعضاء الجمعية مع تلك الأغلبية في انتمائها للتيار الديني وفي تمسكها ب”الهوية الثابتة للمصريين”، كما يزعم المنتمون لأحزاب الحرية والعدالة، والنور، والبناء والتنمية. وكان نتيجة التمسك بهذا المعيار أن استأثر أعضاء البرلمان الذين انتخبهم الشعب ليشرعوا…
Leave a Commentنٌشر في “أخبار الأدب” في ٧ ابريل ٢٠١٢ أثار مشروع قانون حد الحرابة الذي تقدم به النائب عادل يوسف العزازي عن حزب النور السلفي الكثير من اللغط والانزعاج. فهناك من رأي في المادة السابعة من القانون التي تنص علي تطبيق العقوبة الشرعية علي من تثبت بحقة جناية الحرابة (أي قطع الطريق) انتهاكا لقانون العقوبات المصري الذي لا يعرف عقوبة مثل الصلب أوقطع الأيدي والأرجل من خلاف. كما اعترض الكثيرون علي هذا المشروع بقانون لآنه ينص علي عقوبات تعتبر الآن وحشية وغير آدمية، وهي عقوبات وقعت مصر علي معاهدات تحظرها. ومع ما قد يكون لهذا الآراء من وجاهة، فأنا أري أن…
Leave a Commentنُشر في “أخبار الأدب” في ٣١ مارس ٢٠١٢ أظهرت الدعوات التي أثيرت مؤخرا لإلغاء قانون الخلع ولتطبيق حد الحرابة قصور نظرة الإسلاميين للشريعة واختزالهم لها في بعض النصوص القرآنية وبعض الأحاديث النبوية دون الاهتمام بتاريخ المجتمعات الإسلامية الحافل ودون النظر لجهود تلك المجتمعات علي مدي ثلاثة عشر قرنا في فهم الشريعة وتطبيقها. ففي المناقشات التي أثيرت في مجلس الشعب وفي وسائل الإعلام إثر تقدم السيد محمد العمدة، وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشعب، بمشروع قانون لإلغاء المادة ٢٠ من القانون ١ لسنة ٢٠٠٠ والمعروفة ‘بقانون الخلع’ غلبت اللغة السجالية علي المناقشة المتأنية لوضع الخلع في الشريعة الإسلامية. فمثلا قال السيد العضو المحترم محمد العمدة…
Leave a Commentنُشر في “أخبار الأدب” في ٢٣ مارس ٢٠١٢ بالرغم من عدم حصولها علي حكم بإدانة الطبيب المجند الذي وقع عليها كشف العذرية المهين، فقد تمكنت سميرة إبراهيم من الانتصار علي العسكر أخلاقيا و معنويا، فبإصرارها علي مقاضاتهم في المحاكم الدولية فقد استطاعت أن تكشف المنطق المتهافت الذي انتهجه الجيش المصري في تلك الممارسة المشينة. في الأسبوع الماضي كتبت هنا إن كشف العذرية له تاريخ طويل في مصر، وإن هذا التاريخ يبدأ بافتتاح “مدرسة القابلات” عام ١٨٣٢، تلك المدرسة التي ارتبطت بالجيش والتي مارست خريجاتها تلك الكشوف المهينة علي أجساد الفتيات اللاتي كان أقاربهن يسوقهن لأقسام الشرطة للكشف علي عذرياتهن. وبمقارنة…
1 Commentنُشر في “أخبار الأدب” في ١٨ مارس ٢٠١٢ http://www.youtube.com/watch?v=o4dcC4nLUmE في عام ١٨٣٢ افتتحت في مصر أول مدرسة لتعليم البنات. كانت تلك المدرسة تسمي مدرسة الولادة أو مدرسة القابلات، وكانت ملحقة بمستشفي جديد يقع في حي الأزبكية. وعلي مدار أربع سنوات كانت تلميذات المدرسة يتلقين مبادئ العلوم الطبية الحديثة من أحياء، وكيمياء، وعلم وظائف الأعضاء، وتشريح، وتضميد الجروح، وجبر العظام، إلخ. ولريادتها في تلقين البنات تلك العلوم الحديثة، جذبت تلك المدرسة اهتمام المؤرخين، واصفين إياها بأنها كانت من أهم دعائم النهضة في القرن التاسع عشر ومن فيض إنعامات محمد علي الكثيرة. ولمعرفة المزيد عن تلك المدرسة قررتُ دراستها عن قرب، وفي دار…
1 Comment