نُشر في “البداية” في ١١ سبتمبر ٢٠١٥ بجانب مطبعة بولاق، يعتبر مستشفى القصر العيني واحدًا من أقدم المؤسسات الحديثة التي ترجع أصولها للقرن التاسع عشر والتي مازالت تمارس دورها الرائد لوقتنا الحالي. وتعود أصول المستشفى للعشرينات من القرن التاسع عشر، ففي أواخر ١٨٢٤ أو أوائل ١٨٢٥ عقد محمد علي باشا، الذي كان يحكم مصر وقتها لمدة عشرين عامًا، مقابلة هامة مع طبيب فرنسي اسمه أنطوان بارثيليمي كلو، ذلك الطبيب الذي سيكون له شأن عظيم في تأسيس المستشفى، بل في تأسيس الطب الحديث في مصر. تلك المقابلة التاريخية كانت بإيعاز من القنصل الفرنسي في مصر، برناردينو دروفيتي، فالباشا كان قد طلب…
1 Commentالتصنيف: مقالات صحافية
نُشر هذا المقال في ن بوست بتاريخ ١٤ مارس ٢٠١٥ وفي الشروق بتاريخ ٢٠ مارس ٢٠١٥ تخيل أنك روسيّ استيقظت في يوم من الأيام لتكتشف أنه بسبب مشكلات المرور التي لا تُحتمل في العاصمة موسكو، قرر الكرملين أن يُنشئ، لا نظام نقل جماعي جديد، لكن عاصمة جديدة بالكامل. أو، إذا كنت صينيًا، وبسبب مشكلة التلوث المستوطنة في بكين، قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وبدلًا من استصدار قوانين جديدة للحد من انبعاثات الكربون والتقليل من عدد السيارات الخاصة، نقل العاصمة إلى موقع آخر غير معلوم حتى الآن. وإذا كنت إيطاليًا، تخيل أن حكومتك قررت التخلي عن روما كعاصمة ونقل الأخيرة إلى…
Leave a Commentنُشر في الشروق بتاريخ ٢٦ يناير ٢٠١٥ في يوم ٢٥ يناير٢٠١١ ذهبت لميدان التحرير للمشاركة فيما ظننت أنها ستكون مظاهرة أخرى من تلك المظاهرات التي كنت اعتاد الذهاب إليها على مدار السنوات العشر السابقة. تلك المظاهرات كانت تنتهي عادة بمحاصرة أعداد مهولة من الشرطة لنا وبعودتنا إلى منازلنا بخفي حنين وبإحساس عميق بالقهر والسخط. ولكن ما أن دخلت الميدان من شارع طلعت حرب حتى أيقنت أننا هذه المرة أمام وضع جديد. فالحشد كان هائلا والأعداد كانت غفيرة. كما أن الهتاف كان جديدا. ظننت لوهلة أنني استمع للهتاف القديم المألوف الذى لم استسغه أبدا، “بالروح”. (وقفة). “بالدم”. (وقفة). “نفديك يا شهيد…
Leave a Commentنُشر هذا المقال في مدى مصر بتاريخ ١ يناير ٢٠١٥ امبارح رُحت أتفرج على فيلم “الخروج” بتاع ريدلي سكوت هنا في نيويورك، بعد ما قرأت عروض نقدية أغلبها سلبي للغاية، وطبعًا بعد ما تابعت قرار وزير الثقافة بمنع عرض الفيلم في مصر. وبالرغم من إن سقف توقعاتي كان بالفعل واطي جدا، إلا إن الفيلم نجح في إبهاري بفشله. مش حاقول لا قصة ولا مناظر، لإن المناظر طبعًا مبهرة، خصوصًا منظر شق البحر ومنظر السماء اللي بتمطر تماسيح وحيوانات عقابًا للمصريين على استعبادهم لليهود. لكن القصة، حتى بمعايير هوليوود، سطحية غير مقنعة سينمائيًا: لا في تطور درامي للشخصيات، ولا حبكة شيقة…
Leave a Commentحوار “هافنجتون بوست” مع خالد فهمي أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية في القاهرة نُشرت ترجمته في “زحمة” في ٨ ديسمبر ٢٠١٤ تشارلوت ألفريد – هافنجتون بوست ترجمة – محمود مصطفى في حكم مثير للجدل، أسقطت محكمة مصرية تهم القتل الموجهة لرئيس البلاد الأسبق حسني مبارك، الذي كان يحاكم بشأن مقتل 239 متظاهرا خلال الثورة في 2011 ضد حكمه الذي طال لثلاثين عاماً. احتمالية أن يصبح مبارك ذو الستة وثمانين عاماً حراً أثارت الاحتفالات واليأس. وبينما ضجت قاعة المحاكمة بهتافات الفرحة سقط أقارب المتظاهرين المقتولين أرضاً من الألم. محكمة أخرى فاقمت يوم الثلاثاء التوتر بثالث أحكام الإعدام الجماعية هذا العام حيث قضت…
Leave a Commentنُشر هذا المقال في أخبار الأدب بتاريخ ٤ ديسمبر ٢٠١٤ لقد قرأت بدقة النص الكامل للسياسة الثقافية للدولة المصرية، الذي نشرته جريدة “أخبار الأدب”بتاريخ ٢٣ نوفمبر 2014 (أعيد نشره أسفل هذا النص)، ويجب أن اعترف بانزعاجي الشديد من لغة النص ومن فلسفة السياسة. فاللغة متكلسة صدئة، والسياسة التي يعبر عنها النص ويدعو لها سياسة رجعية سلطوية. كما يعاني تحليل المشهد الثقافي الذي تطرحه وزارة الثقافة من تعارض جوهري كامن في صلب رؤية الوزارة للثقافة ولطبيعة الدولة، ومن شأن هذا التعارض أن يقوّض الحلول السياسية التي تدعو إليها الوزارة والتي يعبر عنها النص المنشور. يكاد المرء، عند قراءته للنص، أن يشك…
Leave a Commentمقال نُشر في “مدى مصر” بتاريخ ٨ نوفمير ٢٠١٤ في روما القديمة، روما الجمهورية قبل ما تتحول لإمبراطورية، الرومان كان عندهم طقس ديني وسياسي احتار المؤرخين في تفسيره. الطقس ده اسمه “ترايمفس” triumphus، وكان عبارة عن موكب نصر “السينيت” (مجلس الشيوخ) بيعطيه للقائد العسكري اللي حقق انتصارات باسم روما وشعب روما وآلهة روما. بعد تحقيق الانتصارات العسكرية دي وبعد إيقاع الهزائم بأعداء روما، القائد المنتصر كان بيبعت للـ”سينيت” يطلب الإذن من الشيوخ إنه يدخل المدينة بعساكره المنتصرين. ولو الـ”سينيت” وافق فيبقى من حق القائد العسكري يحمل لقب “ترايمفاتور” triumphator ويجهز الموكب الضخم اللي هيدخل بيه المدينة. روما في تاريخها الطويل…
2 Commentsمقال نُشر في “مدى مصر” بتاريخ ١٢ سبتمبر ٢٠١٤ “إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل”. “ساد كل من أقام العدل وشاد بنيانه، وساد كل من سار في طريق العدل ونفذ أحكامه. لا يخفى أن من خلال الكمال التي تتنافس فيها كل دولة وتفتخر بها كل أمة إيجاد القوانين التي بها تحفظ الأموال، وتحقن الدماء، وتصان الأعراض، ولا تكون تمشيتها إلا برجال عفوفي النفس طاهري الذيول لا يميلون مع الأهواء والأغراض. والسعيد من اقتدى في الكمال بغيره، واقتفى أثره في استقامة سيره”. “سادتي: قواعد العمران المشاهدة عند غيرنا موضوعة على أساس العدل والحرية. وهما أصلان…
1 Commentمقال نُشر في “مدى مصر” بتاريخ ١٠ يوليو ٢٠١٤ من أسبوعين رُحت جامعة أوكسفورد علشان ألقي محاضرة “محاضرة جورج أنطونيوس” في قسم دراسات الشرق الأوسط التابع لكلية سانت أنطوني. بعد المحاضرة المنظمين دعوني على الـ”هاي تابل”، وده عبارة عن عشا بس فخم حبّتين: بعد تلاوة صلاة باللاتيني يبدأ العشا بوجباته الثلاثة، وبعدين ينتقل المدعوين لقاعة تانية علشان الحلو والجبنة، وبعد الحلو والجبنة يروحوا لقاعة ثالثة علشان القهوة والشاي. والغرض من تغيير القاعات إن المدعوين يغيروا الناس اللي قاعدين جنبهم ويتبادلوا أطراف أحاديث جديدة. لما كنت طالب في أوكسفورد من خمسة وعشرين سنة كنت بارتاب من فكرة “الهاي تابل”، وباعتبرها طقس…
Leave a Commentنُشر هذا المقال في مدى مصر بتاريخ ٢٨ ابريل ٢٠١٤ زي الآلاف، ويمكن الملايين، غيري قرأت قصة حكم القصاص ال ما اتنفذش في مدينة نور في شمال إيران يوم الثلاثاء ١٥ أبريل. القصة سجلها ببراعة المصور آرش خاموشي من وكالة إيسنا للأخبار، وعلى مدار ٣٦ لقطة حكى لينا قصة درامية وكأنها مشهد من أكثر مسرحيات شاكسبير درامية. أول لقطة لواحدة ست منهارة بتبكي وبتخبي دموعها في كفوفها. الست اسمها كوكب، وسبب بكاءها إنها لسه سامعة خبر تأكيد حكم القصاص على ابنها: بكره الفجر هينفذوا الحكم في الساحة الصغيرة ال قدام سجن المدينة. من سبع سنين ابنها، بلال، قتل واحد صاحبه…
1 Comment