Press "Enter" to skip to content

عن الصهيانة العرب

نُشر في “فيسبوك” في ١ نوفمبر ٢٠١٥

الصديق عمر فرحات بقى له يومين بيكتب تعليقات هامة جدا عن موجة التصهين الأخيرة، وبيوضح للي عاوز يسمع طبيعة الصهيونية وخطورتها. أنا قرأت اللي كتبه عمر وأعجبت بيه جدا، وكتبت على صفحته تعليق صغير. وعلشان الموضوع مهم ومقلق، قررت أعيد نشر كلام عمر وتعليقي عليه.

كلام عمر الأصلي منقول من صفحته: “نعيد نشر – مع بعض التعديل والإسهاب – ردي المتواضع على بعض النخب المصرية المتصهينة خصوصا – ولا عجب في ذلك – من أنصار النظام الحالي، ودعوتهم لنوع من التطبيع الشعبي بزعم إن الصهاينة ناس محترمين وخير جار لمصرإلى آخر ذلك من السفه.الحقيقة إن الحاجة لتوضيح الأمور دي في حد ذاته شيء بائس لكن أمرنا لله: أولا إسرائيل “تحترم” شعبها فقط من اليهود الغربيين. النظام القانوني والسياسي الإسرائيلي مليء بسبل التفرقة المنهجية بين المواطنين على أساس الدين والعرق والأصل وأرجو من الجميع القراءة في الموضوع دة والمصادر العثور عليها سهل. ثانيا وجود اتفاقية سلام بين دولتين لا يعني بالضرورة عدم وجود مشاكل ، خصوصا لو دولة منهم – زي مصر – تعاني من فجوة بين عقيدة الطبقة الحاكمة وعقيدة جزء كبير من الشعب. ثالثا المشكلة مع إسرائيل مش مجرد صراع وانتهى. إسرائيل أزاحت بالقوة مدن وقرى كاملة من الفلسطيين ووطنت مكانهم مهاجرين يهود من أوروبا، والنوع ده من الاستعمار الاستيطاني لم يحدث في التاريخ إلا في أمريكا والمستوطنات الأوروبية الحديثة. حتى لو تغاضينا عن ده فإسرائيل لحد النهاردة تحتل أراض فلسطينية وتبني مستوطنات غير مشروعة في الضفة وتحاصر غزة بصورة غير شرعية طبعا بمساعدة نظام السيسي. رابعا كل الدلائل تشير لإن التعاون مع إسرائيل كان في غير مصلحة مصر بما في ذلك اتفاقيات الغاز ودعم إسرائيل لمشاريع التحكم في منابع النيل، أما المعونة الأمريكية فهي لا تنفع الشعب المصري في شيء سوي تسهيل توغل الجيش في السياسة والاقتصاد وتهيئة سبل تضاؤل وانهيار كلا المجالين منذ كامب ديفيد وإعاقة أي نمو اقتصادي وسياسي مستدام بسبب تقويض الاقتصاد والمجتمع المدني. خامسا أغلب دول العالم تعترف بإسرائيل لكن كثير منها يعارض إسرائيل في سياساتها مع الفلسطينين وفي الوقت ده بالتحديد هناك مبادرات دولية واسعة مشارك فيها كبار الأكاديميين في العالم للضغط على إسرائيل لفك الحصار عن غزة وإنهاء الاحتلال والمستوطنات الفصل العنصري ضد الفلسطينيين. سادسا والأهم: المشروع الصهيوني بكل وضوح يسعى إما لإبادة أو إزاحة كافة الفلسطينيين عن أرضهم التاريخية. أي حد درس تاريخ الصهيونية والاستعمار الاستيطاني يعرف إن أمريكا كانت ولا تزال المثل الأعلى لإسرائيل في التعامل مع السكان الأصليين وإزاحتهم والسيطرة عليهم. المشروع ده لم يكتمل تماما بسبب صمود الشعب الفلسطيني بالأساس، لكن القيادة الصهيونية تعتمد على نوع من حالة الحرب المستمرة ضد الفلسطينيين للمضي نحو هدفها بشكل تدريجي. الوضع دة وضع شاذ ولا مثيل له في العالم، والصهاينة عارفين ده كويس وبالتالي يسعوا لتوفير الأجواء الداعمة لهذا الوضع الشاذ، أهمها ضمان وجود حكام سلطويين متعاونين معها في كل الدول المحيطة، والعمل على شيطنة العرب والمسلمين في الميديا الغربية لتمرير جرائمها ضد الفلسطينيين. بالتالي لو فيه حد متصور إن إسرائيل لم تسع أو تدعم بكل قدرتها النظم والأطر إللي أدت لانهيار التعليم والصحة وكافة المجالات في مصر في الثلاثة عقود الأخيرة فهو ساذج. دي مش نظرية مؤامرة ولا تعليق فشلنا على شماعة غيرنا، لكن الواقع إن اسرائيل بحكومتها اليمينية بمشروعها الصهيوني هي عدو واضح للشعب المصري متعاون مع حكام مصر الفاشيين ضد مصالح الشعب اللي أغلبه متعاطف مع الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني، والحقيقة إن دي واحدة من الحسنات القليلة الباقية اللي تحسبلنا كمصريين. في كلام “بديهي” تاني كتير لكن نكتفي بهذا القدر في الرد على سفهاء القوم.”

تعليقي على كلام عمر: “اتفق معاك يا عمر في كل اللي قلته. لكن أظن إنه بالإضافة للأسباب الوجيهة اللي ذكرتها واللي بتوضح إزاي إن إسرائيل دولة عنصرية استيطانية استعمارية، كتير من المصريين بيقولوا إن دا كله كلام ما يخصناش، ولسان حالهم يقول “احنا ما لنا؟” لأن من ساعة ما السادات روج لأكذوبة إن الفلسطينيين باعوا أرضهم وإن مصر طول عمرها بتضحي علشانهم، كتير من المصريين صدقوا الكذبة دي وقالوا “فعلا، احنا ما لنا؟” اعتقد إنه لازم نرد على الفكرة دي بحاجة زي: “ماشي. انت مش مهتم بفكرة العدل أو الحق أو المبادئ أو التاريخ، ومستعد تطنش على اللي إسرائيل بتعمله كل يوم في حق الفلسطينيين، وقررت تركز على مصر ومصالح مصر. ماشي. انت بقى مش شايف إن وجود دولة استعمارية عنصرية استيطانية على حدودنا الشرقية، خبط لزق، بيهدد مصالحنا وأمننا القومي؟ مش شايف إن حصار أكتر من مليون ونص مليون بني آدم في سجن كبير على حدودك حاجة تقلق، لأن دا مش شئ طبيعي وحتما لزما هيخلق مشاكل؟ مش قادر تستوعب إن مشكلة الفلسطينيين سببها الاحتلال مش التطرف بتاع حماس؟ وإن حماس نفسها هي نتاج احتلال استيطاني دام أكتر من ٦٠ سنة، وإن إسرائيل شجعت صعودها نكاية في منظمة التحرير؟ وبشكل عام، انت إزاي مش قادر تفهم إن الاهتمام بأسئلة حقوق الإنسان والقانون الدولي هو أحسن وأنجع وسيلة لتحقيق الاستقرار وضمان أمننا القومي؟ إزاي مش قادر تستوعب إن مفيش سلام بدون عدل؟” “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.