نُشر في “فيسبوك” في ١٢ يوليو ٢٠١٥
. المسئولون في جامعة بيرمنجهام يعلنون أنهم اكتشفوا في مكتبة الجامعة أجزاء من القرآن لم يتخيلوا أبدا أنها بهذا القدم. فالمخطوطة التي ظلت في حوزة المكتبة لمدة تزيد عن قرن أخضعت لتحليلات معملية لمعرفة تاريخ الكتابة، وأظهرت هذه التحليلات أن جلد الماعز المكتوبة عليه هذه القصاصات تعود لما بين سنة ٥٦٨ و٦٤٥ ميلادية، أي سنة ٨٠ قبل الهجرة و٢٤ هجرية، الأمر الذي يعني أن كاتب هذه القصاصات كان معاصرا للرسول، وأن هذه القصاصات هي أقدم نسخة من القرآن على الإطلاق.
طبعا هذا الخبر مهم في حد ذاته، وليس من المستبعد أن تجذب جامعة بيرمنجهام أعدادا هائلة من الصحافيين والأكاديميين وغيرهم لمشاهدة هذه المخطوطة الفريدة. ولكن، وبهذه المناسبة، أحب أن ألفت النظر إلي تفصيلة صغيرة في الخبر كما نقلته البي بي سي، تفصيلة تتعلق بطريقة اكتشاف هذه المخطوطة. التفصيلة تقول إن أحد طلاب الدكتوراه هو من اطلع على المخطوطة، وبالرغم من أن الخبر لم يذكرها صراحة إلا أن الواضح أنه هو من لفت نظر القائمين على المكتبة لأهمية المخطوطة. ألفت النظر لهذه التفصيلة للتأكيد على ما نردده مرارا هنا في مصر: أهمية المكتبة لا تقاس بحجم محتوياتها بل بإتاحة مقتنياتها للقراء والباحثين. فالبحث والقراءة والتنقيب هو ما يحيي المكتبة ويخرج ما فيها إلى النور. أما التعتيم على المكتبات، وإغلاق سبل البحث في وجه الطلاب والتشديد من الإجراءات الأمنية بزعم الحفاظ على المقتنيات من السرقة والضياع والتلف — تلك الإجراءات هي التي حولت مكتباتنا العامة إلى مقابر للكتب ومآتم للباحثين.