Press "Enter" to skip to content

إسلام حسين وعبد العاطي كفتة

نُشر في “فيسبوك” في ٢٨ فبراير ٢٠١٤

ده فيديو طويل حبتين، لكني أنصح بمشاهدته.

الراجل ده اسمه إسلام حسين متخصص في اكتشاف الفيروسات، وقضى ثلاث سنين من عمره يدرس فيروس المسبب للإيدز. سيرته العلمية لا غبار عليها. بل مبهرة ومشرفة.

الراجل فضّل ما يرحش في حتة التقصي عن خلفية د. إبراهيم عبد العاطي: هو طبيب بجد ولا بتاع أعشاب؟ هو ظابط بجد أم مكلف؟ هو صادق في حكاية اختطافة أم بيبالغ حبتين؟ هو صحيح الأوربيين بيسموه قاهر الفيروسات ولا ما سمعوش عنه أصلا؟

د. إسلام قرر يبعد عن كل الهري ده وقرر ياخد كلام الجيش جد: “طب انتو بتقولو إنكم لقيتو علاج للإيدز ولفيروس سي الّ البشرية بتحاول تلاقيلهم علاج لمدة سنين طويلة. طب دي بقى شغلنتي، وأنا سمعتكم كويس وعندي شوية أسئلة. لو جادين فعلا في ال بتقولوه، جاوبوني عليها.”

المبهر في الفيديو ده مش بس المجهود الجبار الّ د. إسلام بذله علشان يشرح لنا كلام الجيش، إنما برضه هدوءه وابتعاده عن الردح والتريقة وتمسكه بضروره توضيح الخلل الجوهري الكامن في النظريات الّ اللواء إبراهيم عبد العاطي عرض بيها اكتشافاته. يكفي إني أشير للدقيقة 1:12:48 الّ بيتناول فيها مقطع الكفتة الشهير والّ تكرم ووضح سيادة اللواء إبراهيم عبد العاطي كان يقصد بيه إيه.

إنما الخلاصة:
١. الدورية العلمية الّ البحث المبني عليه الجهاز اتنشر فيها دورية غير محكّمة سمعتها بطالة في الأوساط العلمية.

٢. أعضاء الفريق البحثي غير معروفين ومالهمش أبحاث سابقة منشورة.

٣. طلب تسجيل براءة اختراه جهاز C Fast ال شفناه على التليفزيون—الطلب ده رُفض، والهيئة الدولية المختصة بالموافقة على طلبات تسجيل براءات الاختراع قالت إن وزارة الدفاع المصرية، مقدمة الطلب، ما قدمتش معلومات كافية عن طريقة عمل الجهاز بشكل يمكن الآخرين من إنتاجه. وكمان ما عرّفتش المصطلحات العلمية ال استخدمتها في الطلب بشكل دقيق.

٤. التجارب ال الجيش بيقول إنه عملها على طريقة عمل جهاز الكشف،  سي فاصت، تجارب مشكوك في دقتها. وكان من أبشعها كلام د. أحمد على مؤنس إن الجهاز استطاع تحديد أصابته هو نفسه بفيروس سي. ولكن طلع إن الجهاز رصد فيروسات عالقة بجاكته الدكتور، وإن الفيروسات دي تعلقت بالجاكته بعد ما مريض من مرضى الدكتور حضنه. ولما افتكر الدكتور الواقعة دي خلع الجاكته وبعديها الجهاز أظهر إنه خالي من المرض. المشكلة في القصة دي، زي ما د. إسلام بيوضح، إن فيروس سي ما بيتنقلش باللمس (أو بالحضن) إنما بالدم. والجاكته ما فيهاش دم (زي القانون ال ما فيهوش زينب كده).

٥. النظرية العلمية المبني عليها العلاج الّ الجيش بيدعي إنه اكتشفه نظرية غير معقولة.

٦. الكلام ال سيادة اللواد إبراهيم عبد العاطي قاله في المؤتمر الصحفي والّ حاول بيه يشرح الفرق بين فيروس سي وفيروس الإيدز كلام غير صحيح، يعني غلط، يعني ما لوش أساس علمي سليم.

٧. وحتى لو غضينا النظر عن كل الكلام ده، الطريقة الّ الاكتشافات العظيمة دي اتعرضت بيها طريقة غير علمية وغير محترمة.

د. إسلام ختم كلامه بالتعبير عن زعله على سمعة مصر الّ طرمغها الجيش في الأوساط العلمية العالمية. وورى إلتزامه العلمي وكلامه المتزن صعب إننا ما نلاحظش نبرة الشجن والقهر الّ حاسس بيها نتيجة المهزلة دي.

وأنا باتفرج لمدة ساعة ونص على الفيديو انتابتني نفس المشاعر دي، لكن لقيت نفسي كمان خايف على البلد: إذا كان ده مستوى أداء الهيئة الهندسية بتاعة الجيش الّ مُفترض إنها من أنجح هيئات الجيش، فيا ترى أحوال الجيش بشكل عام إيه؟ إزاي أطّمن إن الجيش ده ممكن يكسب أي حرب إذا كان ده مستوى أداؤه في السِلم؟ إزاي أطّمن لجيش ظباطه بيقولوا إنهم هزموا الإيدز بصباع كفته؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.