نُشر في جريدة “العربي” في ٢٠ مايو ٢٠٠٧
جویل بنین أستاذ أمریكى امضى حیاته الأكادیمیة فى دراسة تاریخ الطبقة العاملة المصریة وفى التاریخ للصراع العربى-الإسرائیلى، مؤكداً الحقوق التاریخیة للفلسطینیین مندداً بالسیاسة الاستعماریة الإستیطانیة الإسرائیلیة. ویشغل جویل بنین الآن منصب مدیر مركز دراسات الشرق الأوسط فى الجامعة الأمریكیة بالقاهرة، وكان قبل ذلك ولسنوات طویلة أستاذ تاریخ الشرق الأوسط الحدیث بجامعة ستانفورد بالولایات المتحدة الأمریكیة وهو أستاذ معروف فى أوساط العاملین فى مجال دراسات الشرق الأوسط فى الجامعات الأمریكیة والغربیة بشكل عام.
وكان قد إنتخب عام 2002 رئیساً لمیسا أى رابطة دراسات الشرق الأوسط فى أمریكا الشمالیة وهى من كبرى رابطات دراسات الشرق الأوسط فى العالم حیث تضم ما یقرب من ثلاثة آلاف أكادیمى من المتخصصین فى هذا المجال.
وفى شبابه وكغیره من الشباب الیهودى الأمریكى كان جویل بنین ذا میول صهیونیة، ولكنه بعد أن عاش فى إسرائیل لفترات متفرقة وبعد أن عاین بنفسه السیاسات العنصریة التى تمارس ضد الفلسطینیین قرر التخلى عن صهیونیته وتكریس حیاته دفاعاً عن حقوق الفلسطینیین محاولا فى نفس الوقت بلورة رؤیة
مستقبلیة عن كیفیة الوصول إلى تسویة سلمیة للصراع الفلسطینى- الإسرائیلي.
وبعد انجاز رسالة دكتوراه عن تاریخ الطبقة العاملة المصریة من 1936 إلى 1954 انكب جویل بین على كتابة الكتب والمقالات والدراسات عن نواح متعددة من الصراع العربى- الإسرائیلى. ففى عام 1989 مثلا حرر كتابا بالإنجلیزیة عنوانه “إنتفاضة” دافع فیه عن الإنتفاضة الفلسطینیة الأولى عندما كان مجرد الحدیث عن الفلسطینیین فى الأوساط الأكادیمیة الأمریكیة یعد نوعاً من الهرطقة السیاسیة التى تجلب على صاحبها لاعواقب الوخیمة خاصة إذا كان صاحبها هذا یهودیاً بل صهیونى سابقاً تخلى عن صهیونیته بشكل علنى ومشهور. ومما یؤكد على أهمیة هذا الكتاب وقیمته العلمیة أن ادوارد سعید هو الذى كتب مقدمته وان من بین المساهمین فیه محمود درویش وعزمى بشارة وناعوم تشومسكى ونزار قبانى.
ثم أنجز كتاباً آخر عن علاقة الماركسیة بالصهیونیة، وتحدیداً عن موقف الیهود المصریین من الصراع العربى- الإسرائیلى فى بدایاته، وبعد ذلك أصدر مع جوستورك كتاباً عن الإسلام السیاسى وهو عبارة عن مجموعة من المقالات كان قد سبق نشرها فى مجلة میدل ایست زیبورت الیساریة الأمریكیة التى أشرف مع آخرین على تحریرها، والتى تعتبر من أدق مصادر المعلومات عن الشرق الأوسط فى الولایات المتحدة. ومن آخر أعمال جویل بینین كتاب حرره عام 2006 بعنوان الصراع على السیادة: فلسطین وإسرائیل 1993-2005وفیه یرد على الإدعاءات الصهیونیة بأن السنوات التى أعقبت التوقیع على اتفاقیات أسلو عام 1993 كانت سنوات أمل ورخاء وعوضا عن ذلك یدلل جوئل بینین فى هذا الكتاب على كیف أفرزت اتفاقیات أوسلو واقعاً فلسطینیا مأسویاً ازداد فیه فقر الشعب الفلسطینى فى الضفة والقطاع وازداد فیه إحساس الفلسطینیین بالقمع والحصار.
وإضافة إلى مؤلفاته العدیدة فإن جویل بنین لا یتوارى خلف أسوار الجامعة ولا یسكن أبراجها العالیة، فهو كثیر الحدیث فى الإذاعات ومحطات التلیفزیون الأمریكیة المستقلة كما فى الفضائیات العربیة وهو فى تلك الأحادیث لا یتردد فى توجیه أشد الانتقادات لإسرائیل، متهما إیاها بأنها دولة استعماریة ومدافعا عن حق الفلسطینیین فى تقریر مصیرهم بما فى ذلك حقهم فى دولة مستقلة كما لم یتردد فى توجیه اتهاماته للقادة الإسرائیلیین عن السیاسة العنصریة التى یتهجونها تجاه الفلسطینیین والعرب عموماً، وقد طالب محاكمة اریل شارون عن دوره فى مجرة صبرا وشاتیلا فى بیروت عام 1982 وهو أیضاً دائم الحدیث عن مساوئ السیاسیة الأمریكیة فى الشرق الأوسط وعن انحیازها لإسرائیل كجزء لا یتجزأ من سیاساتها الاستعماریة فى الشرق الأوسط كله، كما یؤكد دوماً على أن سیاسات الولایات المتحدة ولیست أفكار ودعایة “الأصولیة الإسلامیة أو الإرهاب الفلسطینى هى سبب كراهیة العرب للولایات المتحدة.
وفى أعقاب أحداث سبتمبر 2001 لم ینزلق جویل بینین كالكثیرین ممن أطلوا علینا فى شاشات التلیفزیون الأمریكى لیؤكدوا خطورة الإرهاب الإسلامى على مصالح الولایات المتحدة الأمریكیة بل ردد فى مناسبات عدیدة خطأ السیاسات الأمریكیة فى المنطقة بدءا من الانحیاز التام لإسرائیل مروراً بدعم الأنظمة القمعیة وانتهاء بغیاب رؤیة موضوعیة وعادلة لحل القضیة الفلسطینیة، كما لم یتوان عن تسلیط الضوء على الانتهاكات العدیدة للحقوق المدنیة والدستوریة التى ارتكبتها إدارة الرئیس بوش فى سیاساتها لمحاربة الإرهاب.
وبعد انتخابه رئیساً لمیسا وفى خطابه المهم الذى ألقاه بهذه المناسبة ذهب جویل بنین بعیداً لنفى الصلة بین الإسلام والإرهاب وتذكیر المجتمع الأمریكى بأن سیاسات الإدارة الأمریكیة المتعاقبة فى المنطقة هى التى أججت مشاعر العداء تجاه الولایات المتحدة وفى هذا الخطاب هاجم جویل بینین المحاولات المستمیتة فى الأوساط الأكادیمیة الأمریكیة لتكمیم الأفواه المهاجمة لسیاسات إسرائیل العنصریة، وخص بالذكر لورنس سامرز، رئیس جامعة هارفارد لمحاولاته وأد الجهود الرامیة إلى سحب الاستثمارات الأمریكیة من إسرائیل بسبب سیاساتها العنصریة بحجة أن هذه الجهود لا سامیة. ودعا جویل بینین مستمعیه إلى التخلى عن شعارات الحرب على الإرهاب ومحور الشر وصراع الحضارات لأنها لا تساعدنا على فهم واقعنا المعقد.
وأثناء رئاسته میسا دافع جویل بینین عن الدكتور سامى العریان استاذ الكمبیوتر بجامعة ساوث فلوریدا الذى وجهت له تهمة مساندة الإرهاب وجرى رفته من الجامعة نتیجة لذلك ولم ینتظر جویل بینین حكم المحكمة التى برأته بعد ذلك بسنوات عدیدة بل هب للدفاع عنه وكتب عنه خطابات عدیدة لجامعة ساوث فلوریدا متهما إیاها بانتهاك مبدأ الحریة الأكادیمي.
وفى مقال نشره فى عدد 31 مایو 2004 من مجلة ذا ناشیونال ذائعة الصیت كتب جویل بینین منتقدا عددا من المؤرخین الإسرائیلیین الذین تصدوا لكتابة تاریخ حرب 1967، ومنهم مایكل أورین مؤلف كتاب ” ستة أیام من الحرب”، ذلك الكتاب الذى استقبل بحفاوة بالغة فى الولایات المتحدة. وبعد قراءة نقدیة متأنیة للكتاب كتب جویل بینین منتقدا أورین لأنه أغفل ثلاث حقائق محوریة: الأولى أنه –وحسب شهادات موشى دایان نفسه- كانت إسرائیل تتحرش عن عمد بسوریا منذ 1948 بغرض فرض سیطرتها على المنطقة منزوعة السلاح على الحدود المشتركة، والثانیة أن حسب تقاریر إستخباراتیة إسرائیلیة لم تكن إسرائیل تواجه خطرا وجودیا عام 1967 كما یدعى أورین وغیره من المؤرخین الصهاینة، والثالثة أنه وحسب شمعون بیریز نفسه فإن إسرائیل هى التى رفضت الخوض فى تسویة سلمیة لمعرفتها أن ذلك سیستلزم مفاوضات على الحدود النهائیة أو على موضوع اللاجئین.
وكان من نتاج هذه المواقف الواضحة والشجاعة أن تعرض جویل بینین للهجوم من قبل الصهاینة والقوى الیمینیة الأمریكیة التى هالها أن ترى أستاذا فى جامعة مرموقة یكیل الاتهامات الخطیرة الواحد تلو الآخر للحكومات الأمریكیة المختلفة وحلیفتها إسرائیل، وبالطبع زاد من الطین بلة كون جویل بینین یهودیا بل صهیونى سابقا كما ذكرنا. فشنت علیه الحملات وجردت ضده الأقلام وكیلت له الاتهامات. فهناك العدید من الجماعات التى تضغط على جامعة ستانفورد، وهى الجامعة التى یعمل بها جویل بینین أصلا، لكى تسحب منه عقده الذى ثبت به فى الجامعة “Tenure”، كما طلب من طلابه مراقبته وكتابة ما یتفوه به فى محاضراته وأن یقدموا بذلك تقریرا لموقع “Campus Watch” سیئ السمعة الذى یعیدنا إلى الأجواء المكارثیة فى الخمسینیات. وفى آخر زیارة له للولایات المتحدة فى فبرایر الماضى ضغطت إحدى الجمعیات الصهیونیة بنجاح لكى تلغى محاضرة كان یفترض أن یلقیها فى مدرسة هاركر فى سان خوزیه بولایة كالیفورنیا. ومنذ سنوات قلیلة نشر كاتب صهیونى متطرف كتابا اختار أن یضع صورة جویل بینین على غلافه، وكان الكتاب بعنوان “المساعدة الأكادیمیة للإرهاب”. أما الصور الأخرى التى وضعت على الغلاف فكانت لسامى العریان وللین ستیوارت محامیه الشیخ عمر عبد الرحمن، ولراشیل كورى، المناضلة الشابة الأمریكیة التى دفعت حیاتها تحت جرافة إسرائیلیة ثمنا لمؤازرة الفلسطینیین ضد قوات الاحتلال الإسرائیلى.
ونظرا لهذه المواقف المحترمة فقد استغربت بشدة ما كتبه رءوف عباس فى مقال بعنوان “هذا الدور المریب للجامعة الأمریكیة” فى عدد 13 مایو من جریدة العربى، ففى هذا المقال وجه رءوف عباس إنتقادات خطیرة للجامعة الأمریكیة بالقاهرة ولجویل بنین مدیر مركز دراسات الشرق الأوسط بالجامعة متهما إیاه بأنه یروج للمشروع الصهیوأ-مریكى الذى ز عم أن الجامعة الأمریكیة تنتهجه فى الآونة الأخیرة. وا ٕ ضافة إلى الهجوم العنیف على شخص جویل بینین فقد استغربت أن یرد فى مقال رءوف عباس أخطاء عدیدة كان یمكن التحرى عنها وتصویبها بسهولة.
ففى بدایة مقاله یربط رءوف عباس بین قرار تعیین جویل بینین فى مركز دراسات الشرق الأوسط )الأمر الذى حدث عام 2006( وبین تشیید الجامعة لحرم جدید بالقاهرة الجدیدة، ویقول إن هذا الحرم تكلف ملیارات الدولارات، وا ٕ نه لابد أن تكون الجامعة قد حصلت علیها من جهات أمریكیة مانحة، ولعل تلك الجهات طلبت من إدارة الجامعة ترشید برامجها الدراسیة بما یخدم الاتجاهات الصهیو-أمریكیة، وكان مشروع دراسات الشرق الأوسط حجر الزاویة على ما یبدو فى هذا الترشید، فاختیر لتولى أمر المشروع جویل بینین الأمریكى-الإسرائیلى. وكان یمكن لرءوف عباس أن یرجع لموقع الجامعة على النت لیعرف أن تكلفة إنشاء الحرم الجدید 300ملیون دو لار ولیست ملیارات الدولارات كما زعم. كما أن موقع الجامعة على النت یذكر أن الجامعة اشترت الأرض التى سیقام علیها الحرم الجدید فى عام 1997 وأن مجلس الأوصیاء وافق على الرسومات الهندسیة ومیزانیة المشروع عام 2000، أما تعیین جویل بینین فى الجامعة الأمریكیة فتم عام 2006، فكیف یصح ربط تعیین جویل بینین فى الجامعة برضوخ الجامعة لضغوط الجهات الأمریكیة المانحة التى یفترض أنها مولت مشروع الحرم الجدید قبل ذلك بست إن لم یكن بتسع سنوات؟
كما یشیر رءوف عباس إلى جویل بینین بأنه أمریكى إسرائیلى، وتلك أیضا معلومة خاطئة، فجویل بینین لم یحصل أبدا على الجنسیة الإسرائیلیة.
أما أهم انتقاد وجهه رءوف عباس لجویل بینین فهو محاضرة ألقاها جویل بینین یوم 24 إبریل فى الجامعة الأمریكیة فى إطار الاحتفال بمرور ثلاثین عاما على صدور أوراق القاهرة فى العلوم الاجتماعیة وهى إحدى الدوریات التى تصدرها الجامعة. ویعترف رءوف عباس بأنه لم یحضر هذه الندوة وأنه نقل كلام جویل بینین فیها عن جریدة “الدیلى ستار” الانجلیزیة )عدد 26 ابریل(، ویضیف نقلا عن هذه الجریدة، أن جویل بینین طالب بضرورة إغلاق ملف المقاومة، وأنه قال ردا على سؤال من أحد الحاضرین أن الاستعمار الاستیطانى غیر قابل للهزیمة، ومن الممكن أن یصبح الفلسطینیون إذا استمروا فى المقاومة مثل هنود أمریكا، ینتهى بهم الأمر إلى العیش فى معازل!!
وبما أننى كنت حاضرا فى هذه الندوة فأستطیع الجزم بأن تغطیة الدیلى ستار لوقائع الندوة لم تكن دقیقة. فجویل بینین لم یقل بعدم جدوى المقاومة بل قال إن المقاومة المسلحة لن تحل القضیة الفلسطینیة، وهناك فرق هائل بین الموقفین، فالأول یعنى الاستسلام والإذعان لمطالب إسرائیل وا ٕ ملاءاتها، أما الثانى فیحثنا على البحث عن أسالیب ووسائل للمقاومة قد تكون أجدى وأنفع، وهذا الرأى الثانى مختلف علیه بالطبع، ولكنه لا یعنى أن مردده من رعاة الهزیمة والاستسلام أو التسلیم بالهیمنة الصهیو-أمریكیة كما قال رءوف عباس. أما بخصوص الشق الثانى من الاقتباس الذى أتى به رءوف عباس نقلا عن جریدة الدیلى ستار فهو أیضا تعوزه الدقة. فجویل بینین كان یرد على سؤال یقول إنه أى جویل بینین، لا یبدو أنه یولى السیاسة الاستعماریة الإسرائیلیة الأهمیة التى تستحقها وأنه یساویها بغیرها من السیاسات الاستعماریة لدول أخرى. وعلى هذا السؤال رد جویل بینین موضحا أنه یؤكد على أن إسرائیل دولة استعماریة استیطانیة وأن هناك الكثیر من الدراسات الأكادیمیة التى تناولت تلك السمة من السیاسة الاستعماریة الإسرائیلیة. ثم أضاف أنه یجب أن نتنبه إلى أن التاریخ یقدم لنا نماذج للاستعمار الاستیطانى نجحت فى تطبیق سیاساتها، وأهمها الولایات المتحدة وكندا واسترالیا، وأنه إذا جاز لنا أن نتعلم من التاریخ فسیتضح لنا أنه لیس هناك ما یمنع الفلسطینیین من أن یلاقوا نفس مصیر الهنود الحمر. وأى مستمع منصف لهذا الكلام كان سیدرك أن المقصود منه هو عدم التواكل بل النظر بموضوعیة للأخطار المحدقة بالفلسطینیین والحث على التفكیر فى وسائل ومشاریع خلاقة یمكنها أن تمنع الوصول إلى هذه النهایة المأساویة. أما القول بأن جویل بینین كان یقصد بهذا الكلام أن یبشر بحصار الفلسطینیین فى معازل شأنهم فى ذلك شأن الهنود الحمر فى أمریكا، )وأنه( یدعونا إلى أن نعى حقائق الأمور، ونبرأ من نزق المقاومة فهو كلام غیر دقیق مبنى على نقل من مصدر غیر دقیق بدوره، وكنت أنتظر من رءوف عباس أن یتحرى الدقة بالفعل قبل أن یشن هذا الهجوم العنیف على جویل بینین.
جویل بینین لدیه بالطبع بعض الأفكار والمواقف التى أختلف معه فیها ولكنه اختلاف مبنى على الاحترام والتقدیر ولیس اختلافا یحتم الإقصاء والتخوین فجویل بینین هو الذى فاق الأكادیمیین المصریین، وأنا منهم، فیما قام به فى سبیل الدراسة المتأنیة للصراع العربى ا–لإسرائیلى وفى التصدى للمزاعم الإسرائیلیة العدیدة، وفى توجیه النقد اللاذع للسیاسات الأمریكیة فى المنطقة، وفى قیامه بكل ذلك من داخل الوسط الأكادیمى الأمریكى. وهو أیضا من تلقى نتیجة لجهوده الشجاعة الضربة تلو الأخرى من القوى الصهیونیة وهو ما زال متمسكا برأیه مدافعا عما یراه حقا تاریخیا، ومنددا بما یراه ظلما بینا. وعوضا عن مد ید العون له والوقوف معه ضد عدو مشترك نراه الیوم معرضا لهجوم غیر مبرر مبنى على أقوال مرسلة دون تحرى الدقة والتأكد مما نقلته عنه جریدة غیر دقیقة ودون الأخذ فى الإعتبار سجل الرجل المشرف ومواقفه الشجاعة.
ملحوظة: كتب رءوف عباس ردا على هذا المقال ونشره في “العربي” في نفس اليوم.