Press "Enter" to skip to content

"فيلم الجزيرة "العساكر

.اتفرجت على فيلم الجزيرة “العساكر” ولقيته فيلم سيء جدا ومستواه أقل من متواضع. الفيلم ما قالش أي حاجة جديدة، واكتفى بتسجيل شهادات عدد صغير جدا من العساكر

.المشاهد التمثيلية ضعيفة المستوى ومش مبذول فيها أي جهد أو ابتكار. ولكن الغريب هو ضحالة الفكرة من ورا الفيلم وعدم وضوح الغرض منه، الا لو كان الغرض التشهير وبس

يعني، أولا، ما فيش أي تحليل عميق لفكرة التجنيد الإجباري كفكرة: تاريخها، خصوصية التجربة المصرية، مقارنة التجنيد في مصر بغيره في بلاد تانية، إلخ.

ثانيا، ما فيش أي رؤية تاريخية لسياسة التجنيد، وتحديدا إذا كان طبيعته اختلفت بعد معاهدة السلام مع إسرائيل أو بعد إنشاء جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ، ال بالمناسبة كان في نفس السنة، ١٩٧٩

ثالثا، ما فيش أي لقاء مع ضباط أو قيادات من الجيش والاكتفاء بفيديوهات رسمية وتسجيلات من التليفزيون. إزاى أعرض ناحية واحدة من الموضوع من غير ما أعطي الطرف الآخر (الطرف الرسمي) فرصة لعرض رأيه ووجهة نظره؟

رابعا، إيه بقى موضوع الضابط الأمريكي المتقاعد دا؟ وليه اعتمد عليه علشان يشرح أحوال الجيش المصري من الداخل؟ هل دا سببه كسل أو قلة حيلة؟ وبعدين لو عاوز أجيب “خبير أجنبي” مش كان المفروض أجيب خبير له صله بالجيش اليومين دول؟ مش دا أحسن من إني أعتمد على خبير أجنبي علاقته بالجيش المصري انتهت من ثلاثين سنة؟

خامسا، مفيش أي تحليل نقدي من أول الفيلم لآخره، ومفيش طرح حقيقي للأسئلة ال كلنا بنتساءلها عن التجنيد، وال كتير من الباحثين المصريين والأجانب طروحها:
إيه الغرض الحقيقي من ورا التجنيد الإجبارى؟
إيه تاريخ التجنيد الإجبارى في مصر؟
هل الجيش، من حيث قدرته القتالية، يحتاج للتجنيد الإجباري؟ ولو مش محتاج له، فإيه الغرض منه، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا؟
لو لغينا التجنيد الإجباري فإيه البديل؟
إيه تأثير إنشاء جهاز مشروعات الخدمة الوطنية على سياسات التجنيد؟
هل التجنيد مكلف للدولة وللمجتمع اقتصاديا؟
إيه المهارات/الخبرات ال المجند بيكتسبها في الجيش؟
إيه نسبة المجندين ال بيتلقوا تدريبات عسكرية بجد لإجمالي عدد المجندين؟
إيه علاقة التجنيد بسياسات التعليم، بمعنى : هل التعليم بطبيعته ال كلنا عارفينها بيلعب دور الممهد والمكمل للتجنيد (امتهان كرامة المواطن، تجريف مهارات التفكير النقدي وإلغاءها كليا، تكريس القيم الرجعية من تقديس التراتبية الاجتماعية والقيم الأبوية وإطاعة الأوامر، إلخ)؟
إيه المنظومة القانونية ال بتشكل سياسة التجنيد (ودا ليه علاقة بسوق العمل، وإجراءات السفر والهجرة، إلخ)؟

للأسف الفيلم ما طرحش أي من الأسئلة دي، واكتفى بتسجيل شهادات ضعيفة لعدد صغير من العساكر وضابط صف واحد وضابط احتياطي واحد و”خبير أجنبي” واحد. والشهادات ال جابها الفيلم معروفة ومتداولة. كل واحد دخل الجيش عاش وشاهد القصص دي، والحكايات دي متداولة بين كل المجندين بشكل علني ومعروف.

اختصارا، فيلم “العساكر” فيلم ضعيف فنيا وموضوعيا. وزيه زي أفلام وبرامج تانية كتيرة بتنتجها الجزيرة، الفيلم صوته عالي لكن محتواه هزيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.