نُشر في “فيسبوك” في ٥ يوليو ٢٠١٥
: طبعا كلنا مستاءين من القبح دا، وكلنا هيتساءل إزاى الفنان المصري اللي أبدع التمثال الأول وصل بيه الحال لإنه يعمل التمثال التاني؟ ووارد، بل يصح، إننا نفكر في انهيار الذوق العام، وتدني مستويات التعليم، إلخ. أنا مش ضد الأفكار دي اللي بالطبع ممكن تشرح جزء من الكارثة. لكن أنا أفضل طرح سؤال تاني: إزاي مركز ومدينة سمالوط يسمحوا بالقبح دا؟ دا مش سؤال تهكمي. دا سؤال بجد.
أنا أتذكر من حوالي عشر سنين صبحنا في يوم في القاهرة ولقينا كل مياديننا “متزينة” بنافورات فيها ضفاضع قبيحة. وبعديها بشوية لقينا المئات من النخل البلاستيك المنور بنور فلوريسانت في الأماكن المهمة في كل البلد: قدام المباني الحكومية، وفي الميادين العامة ، إلخ. وقتها قعدنا نستنجد بالصحافيين إنهم يعملوا حملة علشان يضغطوا على المسئولين إنهم يشيلوا القبح دا. أنا وقتها، زي دا الوقت، كنت شايف المشكلة مش مشكلة قبح ،لكن مشكلة سياسات محلية (مش هأقول إدارة أو حكم محلي). إيه الآليات اللي المتاحة لأهل مدينة ما أو حي ما إنهم يتحكموا في مدينتهم أو في حييهم؟ إيه الآليات اللي عن طريقها يُمكن محاسبة، أو مراجعة، أو حتي الموافقة على سياسات وقرارات المسئولين المحليين؟ يعني لو المحافظ مثلا أو رئيس مجلس المدينة شاف إن المثال دا بالفعل جميل (مش هنتكلم على سبوبة، وهنفترض حسن النية)، إنما سكان المدينة أو الحي مش موافقينه على رأيه دا، إيه الوسائل اللي موجودة في إيدهم علشان يغيروا الواقه القبيح اللي هم عايشين فيه؟ مفيش.
دي المشكلة الأساسية. مش بس غياب الديمقراطية، إنما كمان غياب السياسة نفسها عن المستوى الأدني دا، مع إن المستوى دا، مستوى الشراع، الحي، القرية، إلخ، مش الدستور والبرلمان، والرئاسة، هو اللي الناس مهتمة بيه في حياتها اليومية. فطول ما مفيش سياسة محلية، وطول ما احنا بنفكر فيها على إنها حكم محلي أو إدارة محلية، طول ما هنشوف أيام يمنّ فيها علينا مسئولينا بالقبح دا.