Press "Enter" to skip to content

كيفية اتخاذ قرار انسحاب الجيش من سيناء في يونيو ١٩٦٧

نُشر في “فيسبوك” في ٢٥ نوفمبر ٢٠١٥

  من كتاب “اعترافات قادة حرب يونيو: نصوص شهاداتهم أمام لجنة تسجيل الثورة“، تحرير سليمان مظهر، والمنشور عام ١٩٩٠.

هذا الكتاب فيه شهادات مسجلة بالعامية لقادة القوات المسلحة المسئولين عن هزيمة يونيو والتي أدلوا بها للجنة توثيق ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ والتي بدأت عملها في ٨ يناير ١٩٧٦ برئاسة نائب رئيس الجمهورية حسني مبارك. والمقطع التالي من شهادة الفريق أول محمد فوزي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة:

س: ننتقل إلى قرار الانسحاب. كيف صدر قرار الانسحاب؟

فوزي: يوم ٦/٦ استدعاني المشير بعد الظهر مباشرة، وقال لي “عاوز خطة عاجلة لانسحاب القوات غرب القناة.” جلست مع الفريق أنور القاضي (رئيس هيئة العمليات)، واللواء تهامي (مساعد رئيس الهيئة) وكتب الأخير ورقة بحضورنا، بها خطوط عامة جدا عن إمكانية وأسلوب انسحاب القوات من سيناء إلى غرب القنال، بسحب القوات على مراحل ثلاث كل في ليلة، يستغرق ثلاثة أيام بأربع ليالي. عدنا الثلاثة إلى المشير الذي كان في انتظارنا واقفا على المكتب وحاطط رجله فوق المقعد، واقف وساند دماغه على إيده وعلى كوعه. وبالمناسبة كان سبب سرعتنا أنه قال “أنا عاوز حاجة سريعة في دقائق تعطي فكرة عامة فقط عن إمكانية سحب القوات إلى غرب القناة.” عدنا إلى المشير بعد عشرين دقيقة وقرأ اللواء تهامي الرأي سريعا على المشير، فهز رأسه بعدم الموافقة على الرأي وقال “ثلاثة أيام وأربعة ليالي يا فوزي؟ أنا أصدرت أمر الانسحاب خلاص.” وانصرف داخلا غرفة النوم التي كانت ملاصقة لكرسي المكتب متأثرا جدا، يعني دخوله الغرفة كان بصورة غير عادية. واحد متعب منهك منهار بيخلص من الموقف اللي هو فيه. دخل الغرفة موطي لدرجة إن أنا افتكرت إنه تعبان يعني حاجة مش في استقامته ، عاوز سرير، يعني عاوز يرقد. علمنا بعد ذلك إن بلاغات من سيناء عن طريق العريش وصلت من ضمن البلاغات اللي بتصب، كان المتابعة والمشاهدة لإجراء الانسحابات الفردية الارتجالية. ثم علمنا بتدخل كل القيادات وأجهزة الأمن، تدخلهم في تبليغ أوامر فردية بالانسحاب كل على هواه وبأسلوبه، إلى غرب القنال. حدث انهيار لجميع القادة والأفراد الموجودين في القيادة بعد انهيار المشير. بعد ذلك تمت زيارة الرئيس عبد الناصر للمشير في غرفة نومه واستغرقت دقائق. وخرج الرئيس بدون توديع من المشير كالمعتاد متجهما. ….

س: (طوال يوم ٧ يونيو) هل تم أي اتصال تليفوني بين المشير وبين الرئيس؟

فوزي: علمت … أنه تم اتصال تليفوني بين المشير وبين الرئيس طمأنه المشير على إمكانية احتلال المضايق بقوات من الفرقة الرابعة المدرعة، واسترسل الحديث في أخذ رأي الرئيس. وكان رد الرئيس عبد الناصر: “اشمعني جاي تاخد رأيي دلوقت؟” مشيرا لعدم أخذ رأيه في أمر الانسحاب.

One Comment

  1. ضد العسكر
    ضد العسكر 16/02/2022

    شوية عيال صايعة إستغلوا السلاح وقاموا بالإنقلاب على الحكم الفاسد وبدل ما يعيدوا الأمور لنصابها طمعوا فى الحكم والسلطة وهم غير مؤهلين أساسا لأى دور قيادى فما بالنا بقيادة بلد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.