بالأمس، ٣ سبتمبر ، أعلنت لجنة المحكمين الدولية لبينالي لندن للتصميم جوائزها لهذا العام، ٢٠١٨. وقررت اللجنة المشكلة من أربعة عشر متخصصا من كبار المصممين العالميين منح ثلاثة جوائز لأحسن أجنحة مشاركة في البينالي.
وجاء الجناح المصري على رأس القائمة، يليه جناح أمريكا، ثم جناح لاتفيا.
وستعلن الجائزة الرابعة التي يختارها الجمهور يوم ١٩ سبتمبر.
صمم الجناح المصري د. محمد الشاهد، الخبير في تاريخ العمارة والعمران والتصميم المصري الحديث، وصاحب موقع “مشاهد القاهرة“. وكان محمد الشاهد قد صمم “مشروع مصر الحديثة” في المتحف البريطاني في الصيف الماضي، كما يعمل على وضع اللمسات النهائية لكتابه “القاهرة منذ ١٩٠٠: دليل معماري” الذي سينشره قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة العام القادم، ٢٠١٩.
الجناح المصري جاء تحت عوان “سخط حداثي”، ويتناول التراث المجهول والمهمل للمعماري المصري سيد كريم ولمجلة “العمارة” التي كان يشرف على تحريرها طوال الأربعينات والخمسينات.
تعتبر مجلة “العمارة” أهم مجلة مصرية متخصصة في مجال العمارة والهندسة وتصميم المدن، وكانت منبرا لنشر أعمال المعماريين المصريين وتعريف المعماريين العالميين بأعمالهم، كما كانت تعنى بنشر أحدث التطورات المعمارية العالمية، بما فيها مقالات تقنية وتاريخية ونظرية عن العمارة. ولكن، وبالرغم من ريادة مجلة “العمارة” وأهميتها، إلا أنها أهملت وطواها النسيان، كما أهمل سيد كريم واندثر التراث المعماري الحداثي الذي كان يمثله.
بعد مرور خمسة وسعبين عاما على تأسيس مجلة “العمارة” يحتفي الجناح المصري بمجلة “العمارة” وبمحررها، سيد كريم، الذي غُضب عليه في أوائل الستينات. ففي عام ١٩٦٤ أُغلق مكتب سيد كريم ووُضع تحت الحراسة. ومنذ ذلك العام انزوى تراث سيد كريم مثلما اندثر الإرث المعماري المصري الحداثي الذي عمل حثيثا على تشجيعه. فعلى مدار نصف قرن ونيف، وتحت وطأة ضغوط السوق العقارية، انهالت المعاول على المئات من المباني الحديثة التي نشرت مجلة “العمارة” تصميماتها. وما تزال المباني التي شيدها سيد كريم تُهدم في ظل غياب تشريعات فعالة تحمي التراث المعماري المصري الحديث.
يهدف الجناح المصري، “سخط حداثي”، إلى الاشتباك مع موضوع بينالي لندن لعام ٢٠١٨ بإلقاء الضوء على المعاملة غير العادلة التي نالها أحد أهم المصممين المصرين المحدثين. فللجناح هدفان، الأول تقديم سيد كريم ومجلة “العمارة” لمجتمع المصممين العالميين وتعريف الناس بأعماله الرائدة، والثاني التأكيد على مركزية سيد كريم ومجلة “العمارة” في سردية العمارة الحديثة المصرية الحديثة.
وعن سيد كريم يقول محمد الشاهد، مصمم المعرض: “إن قصة سيد كريم توضح المكان الهش الذي يعنيه أن يكون المرء مصريا وحداثيا في زمن المد القومي، فسيد كريم مستبعد من السردية العالمية للحداثة، كما حُذف تاريخه وسجله المعماري من التاريخ الوطني، فقد طويه النسيان بعدما أمسى بلا فائدة للنظام الناصري.”
المشرف العام: محمد الشاهد
تنسيق: زين خليفة
مصمم المعرض: سوزان جاب الله
تصميم الأقمشة: نيك ويستبي
جرافيك: فاليري عارف
تصوير: أحمد طاحون
تصميم الإضاءة: أماراسي سونجشاروين
بتمويل من: أوراسكوم للتنمية، فاروس القابضة للاستثمارات المالية، مؤسسة برجيل للفنون، المجلس الثقافي البريطاني بمصر، السيدة/شيرين ساويريس، السيدة/ شيرين حلمي، راعٍ فضل عدم ذكر اسمه.