Press "Enter" to skip to content

حقيقة الضربة الجوية الأولي في حرب ١٩٧٣

تأكيدا لكلام أشرف الشريف عن ضرورة النظر لدور سلاح الدفاع الجوي وقائده محمد على فهمي في حرب اكتوبر، أحب ألفت الانتباه للكلام ال قاله السادات في حواراته مع موسى صبري عن اللحظات الحاسمة في بداية الحرب: “نعم، لقد دخلنا الحرب أمام تفوق إسرائيلي تكنولوجي، ولكن من استرجاعي لشريط الحرب في ٦٧ كان قراري أنه قد يكون لديهم التفوق التكنولوجي ولكن حسن استخدام السلاح وروح العسكرية في الإنسان المصري وإيمانه بتطهير أرضه قادرة على التغلب. ولماذا نذهب بعيدا؟ أسطورة سلاح الطيران الإسرائيلي: لقد كانت لهم السيادة لا التفوق. ولكن ماذا حدث لهذه الأسطورة؟ لقد فقد سلاح الطيران الإسرائيلي في الثلاثة أيام الأولى – على الجبهة المصرية – زبدة طياريه، وأكبر عدد من الطائرات. إن الكفاءة فوق العالية، نعم، فوق العالية، لأطقمنا في حائط الصواريخ، حققت هذه النتيجة التي تحدت السيادة لا التفوق.” موسى صبري، وثائق حرب اكتوبر، الطبعة الأولى، ص ٢١.

وواضح من كلام السادات إن ال حسم الأمر في الثلاثة أيام دي كان سلاح الدفاع الجوي مش سلاح الطيران والضربة الجوية الأولى.

تعظيم دور سلاح الطيران حصل بعد مبارك ما تولى رئاسة الجمهورية، وكلف كتابه وصحفييه إنهم يلمعوه. دا مش معناه إن الطيران ما كانش له دور. إنما معناه إن أهيمة الدور دا في المخيلة الجمعية لينا كشعب تتحكم فيها الأغراض السياسية مش الوقائع التاريخية.

من هنا بنقول ونردد طول الوقت إننا كشعب من حقنا نعرف الحقيقة، ومن حقنا نوصل للوثائق ال ممكن توضح لينا الصورة اكتر. زهقنا من حكامنا ال بيلعبوا بالتاريخ وينسبوا لنفسهم بطولات مش بتاعتهم.

أما بخصوص الأصوات ال طالعة اليومين دول تقول لازم ننصف مبارك وما نبخسلوش حقه، أقول طبعا لازم. لكن لازم تكون عندنا الوسيلة إننا نقدر دوره، ونعرف بالضبط هو عمل إيه وإزاي وامتى، ونحكم عليه بعد كده.

كمان لازم ما نبخسش حقوق القادة التانيين ال كان ليهم دور كبير جدا في الحرب، ومنهم محمد على فهمي قائد سلاح الدفاع الجوي. ومنهم طبعا محمد فوزي ال عرف ينتشل الجيش من وهدته بعد هزيمة ٦٧ المروعة وال السادات سجنه بزعم إنه كان من مراكز القوى، ومحمد صادق وزير الحربية وعبد القادر حسن نائب وزير الحربية ومحمود فهمي قائد سلاح البحرية ال السادات أقالهم بعد اجتماع ٢٤ اكتوبر ١٩٧٢ الشهير بعد ما شككوا في نوايا السادات من شن حرب محدودة، ومنهم الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري ال تجرأ ودخل على السادات من غير الكاب وبعديها بشهر وقع من بلكونة في لندن، والشاذلي ال كلنا عارفين إزاى اتمسح من التاريخ الرسمي للحرب، والجمسي ال السادات أقاله بشكل مخزي يوم ٥ اكتوبر ١٩٧٨ مع قادة تانيين كتار وال كتب يقول “لقد شعرت بالضيق والأسف لاختيار يوم ٥ اكتوبر لإجراء التغييرات في القيادة العسكرية بحيث تكون القيادة الحالية التي كان لها دور رئيسي في حرب اكتوبر ١٩٧٣ بعيدة عن القوات المسلحة في ذكرى الاحتفال بالنصر يوم ٦ اكتوبر ١٩٧٨ .” (مذكرات الجمسي، ص ٥٧٢)

وقبل كل القادة دول، مش لازم نبخس دورعشرات الآلاف من الجنود ال ضحوا بحياتهم وشبابهم وصحتهم وال ما لهمش أي ذكر في السجل الرسمي للحرب. مفيش سجل بأسمائهم، ولا ذكر لدورهم، ولا مقابر جماعية تخلد تضحياتهم .

فلكل ال بيطالبوا بالاعتراف بدور حسني مبارك ال كان قائد أضعف سلاح في حرب اكتوبر أقول لهم صحيح ال اختشوا ماتوا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.